نافذة إخبارية يومية

الأحد، 8 نوفمبر 2015

الأعاصير في اليمن ـ دور ظاهرة النينو المناخية .. أقوى ظاهرة طبيعية يتعرض العالم لها!


ظاهرة النينو المناخية .. أقوى ظاهرة طبيعية يتعرض العالم لها!





   تبقى الظواهر الطبيعية هي الشغل الشاغل للهيئات والمنظمات البحثية في مجال علوم الفلك والمناخ والتي تختص بدراسة الظواهر الطبيعية وتأثيراتها المناخية.

   فمنذ القدم يسعى العلماء إلى قراءة الحقائق الكامنة وراء نشوء الكثير من الظواهر، وارتباطها سواءً بحركة الكواكب أو العوامل الفلكية والمناخية الأخرى وتحديد درجة تأثيرها على كوكب الأرض. من خلال مجموعة من المتغيرات التي تحصل مناخياً، وبالتالي تساعد هذه الدراسات على تجنب وقوع الإنسان ضحية للكوارث الطبيعية من فيضانات وأعاصير وزلازل.

   وقد يكون معظمنا شهد وطأة ارتفاع درجات الحرارة في العديد من الدول
   وفقاً للأرصاد الجوية، النينو ظاهرة مناخية طبيعية تحدث كل ثلاث سنوات في المحيط الهادئ، وهي ارتفاع في درجة حرارة سطح المحيط /0.5/ درجة مئوية، وقد تستمر هذه الظاهرة لمدة خمس سنوات، نتيجة لتسخين القسم الشمالي من المحيط الهادي وتتسبب في تبدلات مناخية في كل الكرة الأرضية، وتتمثل في الجفاف والفيضانات وتدمير المحاصيل الزراعية.

   تعمل هذه ظاهرة النينيو من خلال مجموعة من التيارات المائية الدافئة، حيث تحفظها الرياح في القسم الغربي من الكرة الأرضية، ومن ثم تنفلت هذه التيارات بسبب ضعف الرياح وتتجه على وجه الخصوص باتجاه سواحل أمريكا الجنوبية مسببة تغيرات مفاجئة، كما تعمل النينو على ثبات الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الأرض؛ مما يؤدي إلى زيادة حدة التطرف الحراري في مناطق متفرقة من العالم.

   وقد أطلق عليها هذا الاسم صيادو الأسماك في البيرو، وتعني بالإسبانية “المسيح الطفل”، أما في شرق القارة الآسيوية فتعرف باسم “طفل المناخ الشقي”، وسميت بالطفل المسيح بسبب حدوثها في فترة أعياد المسيح عليه السلام.




صور مؤلمة توضح التأثير المُميت للاحتباس الحراري حول العالم!

كيف تحدث ظاهرة النينو

   التسخين: إن وجود تيارات ساخنة في المحيط الهادئ متجهةً نحو الشرق لتصل إلى سواحل أمريكا الجنوبية نتيجة للتسخين الذي تحدثه مجموعة هذه التيارات في قاع المحيط الهادي، من الممكن أن تشكل مع غيرها منظومة متكاملة، تؤدي إلى التغير الكبير في درجات حرارة المياه وبالتالي حدوث النينو.

   الثلوج: إن الثلوج الكثيفة المتساقطة شتاءً على القارة الآسيوية تؤدي إلى إحداث اختلال حراري في فترة ذوبان الثلوج في فصل الصيف، وبالتالي اختلال في حركة التيارات المائية القريبة من المحيط الهادي.

   عوامل أخرى: مثل تأثير بعض الكواكب القريبة أو العواصف الشمسية أيضاً تغير في دوران الأرض.

    وقد بينت هيئة الأرصاد الجوية الأسترالية في تقريرها، أن ظاهرة النينو المناخية التي تؤثر على العالم قد تستمر حتى نهاية العام 2015، كما بينت الهيئة أن ثلاثة من كل خمسة نماذج للطقس توقعت اكتمال تشكل النينو، موضحة أن درجات الحرارة بالمنطقة المدارية من المحيط الهادئ كانت أعلى كثيراً من عتبة النينو.

    وتقول الهيئة الأسترالية للأرصاد أن نتيجة الأحوال الجوية التي ترافق ظاهرة النينو، فإن الظروف لن تكون مهيئة لزراعة القمح في البلاد، وأن إنتاج السكر قد ينخفض على مستوى العالم، وهذا يعني تأثير النينو كظاهرة مناخية على الإنتاج الزراعي، مما سيؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وارتفاع الأسعار العالمية للغذاء. وتوقعت الهيئة أيضاً بأن يكون الشتاء أقل برودة وأقل أمطاراً بسبب التأثر بالنينو (نقلاً عن هيئة الأرصاد الجوية الأسترالية).
 

ماذا ينتج عن ظاهرة النينو

   التطرف الحراري: يعني ذلك تفاوت في درجات الحرارة بين ارتفاعها في مناطق معينة مثل القارة الأوربية، وانخفاضها الشديد في مناطق أخرى مثل شرق آسيا وأجزاء من شرق أوروبا وجنوب شرقها.

   الفيضانات: فيضانات في عدة مدن يقابلها جفاف في مدن أخرى من العالم، حيث تكثر الفيضانات في سنوات النينو، حيث شهدت البيرو أمطاراً غزيرة وأجزاء من أوروبا بالإضافة إلى أجزاء من شرق آسيا.

   الأعاصير: يلاحظ في فترة النينو ازدياد احتمال حدوث الأعاصير ومعظمها يتركز في المحيط الهادئ بشكل كبير، ويقابله الهدوء الاستوائي في المحيط الأطلسي.




أقوى الكوارث الطبيعية المتوقع حدوثها في المستقبل القريب !

تاريخ ظاهرة النينو

   عام 1876 اعتبر العام الذي رصدت فيه حادثة شبيهة بظاهرة النينو، وسجلت تأثيراتها، علماً أن العلماء يرجعون أول حادثة مسجلة في التاريخ إلى منتصف القرن الخامس عشر تقريباً، حيث تشير مصادر تاريخية إلى سنة حدثت فيها أحداث مشابهة لما يرافق النينو من ظواهر.

   أما القرن العشرين فقد شهد أول حادثة تتعلق بالنينو في العام 1982، والتي اعتبرت الأشد عندما ضربت سواحل أمريكا الجنوبية، حيث سجلت درجات حرارة مرتفعة في مياه المحيط الهادئ وصلت إلى 150 درجة مئوية، وفي عام 1992-2002 كانت لهذه الظاهرة نتائج كارثية على المزارعين والصيادين في كثير من دول العالم.

   وتعتبر منظمة الغذاء العالمية، أن النينو تتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً، لما لها من تأثير على المنتجات الزراعية. وقد أعلنت الإدارة القومية الامريكية للمحيطات والبيئة أن هذه الظاهرة المناخية أضرت بالكثير من الدول الفقيرة، وخاصة في أفريقيا، وتبقى النينو إحدى الظواهر التي تحير العلماء، باعتبارها الظاهرة التي لا يمكن التنبؤ بها مسبقاً.




    يرى معظم العلماء اليوم أن العلم الحديث لم يستطع حتى الآن إيجاد السبب الحقيقي والواضح لنشوء هذه الظاهرة الطبيعية، كما لم يفلح في وضع مخطط يظهر التناوب الذي تتكرر فيه النينو، وبالتالي لا يمكن التنبؤ بها قبل حدوثها لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيراتها السلبية.


 تعتبر النينو أقوى ظاهرة مناخية يتعرض لها العالم

    ويتوقع أن تكون لهذه الظاهرة في هذا العام تأثيرات كبيرة، وأن تؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق بدرجات الحرارة، حيث شهدت بعض دول العالم درجات حرارة عالية أودت بحياة الكثيرين وتسببت بأمراض وحالات اختناق، بينما تشهد مناطق أخرى في العالم أمطاراً غزيرة، أي أن النينو ستكون الأقوى هذا العام.


* متابعة أراجيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق